Tuesday, October 15, 2013

موناليزا الشمال

لم يخلّف يوهانس فيرمير (1632 – 1675) سوى 36 لوحة. ولعل ندرة اعماله الفنية أضفت على اسمه مسحة من الغموض بعد موته، مع انه كان معروفاً جيداً في بلدته (ديلفت) في اثناء حياته. كان رئيساً لنقابة القديس لوقا في البلدة، وكانت لوحاته غالية الثمن، لكنه مات مثقلاً بالديون. وعُرف فيرمير اكثر منذ سنة 1866، بعد ان نشر الناقد الفني الفرنسي تيوفيل توريه سلسلة من المقالات عنه. وتيوفيل توريه كان راديكالياً في مواقفه السياسية، ويُعتبر رائد الواقعية. فقد كان ينظر الى فن عصر النهضة كألعوبة ارستقراطية، مؤكداً ان الفن ينبغي ان يمثل المستضعفين. واعتبر فيرمير كشاعر للحياة اليومية، لأنه رسم لوحة بائعة الحليب، المجهولة الاسم. ومن جهة اخرى، يترك فن فيرمير انطباعاً بأنه عصري. فهو يبدو اشبه بعمل فوتوغرافي – في تركيز الضوء بحدة في بقع معينة من اللوحة، وفي التناقض الحاد، والمنظور الدراماتيكي – الى حد جعل مؤرخي الفن يذهبون الى انه ربما استعمل تقنية الحجرة المظلمة. لكن هذه النظرة تنسى ان واقعية فيرمير هي ليست وصفاً بل موقفاً.
لعلنا لا نفرط في المبالغة اذا قلنا ان لوحة «فتاة ترتدي قرطا من اللؤلؤ» هي واحدة من عيون الأعمال التشكيلية في العالم الغربي، فهي تنعت بموناليزا العالم الشمالي. إنها من بين احب اللوحات في العالم. وهي، مثل موناليزا دافنشي، لا تخلو من سحر وغموض. وجه الفتاة، هنا، يبدو كوميض ضوء منبثق من الظلام. إنه شيء خارق في دلالته البصرية. ثم ان الفتاة، بالتفاتة وجهها إلينا، تذهلنا وتأسرنا بسحرها. فهل هي صورة لفتاة حقيقية، ام دراسة عن فن البصريات وعلم الفراسة، ام كلاهما، كما يتساءل احد النقاد. ان عينيها المكورتين تنطقان بالكثير من التعابير الصامتة. وهناك ذلك البياض ذو اللمعة القشدية لبشرتها، والضوء الساقط على شفتيها الفاغرتين قليلاً، وحتى مظهر اسنانها، وسواد احد المنخرين. ثم ذلك الجمال الأخاذ لوجهها المائل، المرصع بالظلال، الذي يضفي على ملامحها انطباعاً من الثقة العالية بالنفس... وجه يتألق بفتحة فم مقتصدة ومعبرة
علاقة صامتة
حرص فيرمير على رسم فتاته على خلفية من الظلام، وهو شيء يختلف تماماً عما هو مألوف في منازل ديلفت. وهذا ما يجعل اللوحة عملاً آسراً: إنها منبثقة من الليل، كمشكاة، ما يضفي على اللوحة بعداً ميتافيزيقياً.
.وهي محفوظة حاليا في متحف ماورتشوس بلاهاي في هولندا

ترجمة : سارة نزار 

Friday, October 4, 2013

ميهرماه الاميرة التي شغلت منصب السلطانة الام


السلطانة ميهرماه
للرسام الايطالي تيتيان 
 ميهرماه(ولدت باسطنبول21 مارس 1522-25 يناير 1578 ) ، هي ابنة السلطان سليمان القاوني الوحيدة والمفضلة ، اشتهرت عربيا  بإسم مريم أو محرمة ، حضيت بالعديد من خواص والدتها السلطانة حُرِم ،( او الجارية الاوكرانية روكسلانا او الكساندرا )، منها القدرة على الادراة والمعرفة بالامور الاقتصادية و السياسية الا انها لم تورث جمالها. 
تزوجت من رستم باشا الكرواتي  الذي اصبح الصدر الاعظم بعد اعدام ابراهيم باشا زوج اخت السلطان سليمان خديجة  ،  كان رستم باشا  اليد التي تبطش بها حٌرم ، فلقد استغل الاثنان  الأحداث التي كانت تجري بين الفرس والدولة العثمانية عام  1553 م، حيث كان مصطفى ابن السلطان سليمان البكرمن زوجته ماه دوران ، الذي كان  يقود جيش الدولة العثمانية في محاربتها للصفويين، فكتب للسلطان سليمان بأن ابنه يعتزم اغتصاب الخلافة كما فعل جده سليم الأول بأبيه بايزيد، وهو يحرض الإنكشارية على ذلك.
كاانت شغل حرم الشاغل هو التخلص من مصطفى لكي تولي ابنها سليم السلطة بعد ابيه وتم لها ذلك ، حيث تولت ميهرماه منصب السلطانة الام في عهد اخيها سليم الثاني ، صاحب الشخصية الضعيفة الذي كان يقضي معظم اوقاته في مخادع جواريه وخصوصا نوربانو الجارية الايطالية من البندقية ، حيث كان للاخيرة صراع طويل مع ميهرماه على استلام دفة الحكم في الحرملك . 
مسجد ميهرماه ابداع المعمار سنان 

كان لمن تشغل منصب السلطانة الام نفوذ واسع والقدرة على الولوج الى بعض من خزائن الدولة العثمتنية والاشراف على تشييد الصروح العمرانية ، حيث اثيم في عهد ميهرماه مساجد عديدة ، ومنها مسجد ميهرماه و مسجد اسكودار في الجانب الاسيوي من اسنطبول وكلاهما يعتبران اجمل ما جاد به المعمار سنان طيلة حياته .
قيل ان ميهرماه  خرجت مع ابيها في غزو العثمانين لمصر ، حيث امتطت صهوة جواد عربي اسود 






تحرير وترجمة / اروى رياض